التسويق المعتمد على علم النفس في 2023

الرياض، السعودية

مقالة: التسويق المعتمد على علم النفس في 2023

| الرياض, السعودية — May 11, 2023

التسويق المعتمد على علم النفس في 2023

في عالم العلامات التجارية المتطور بسرعة، أصبح علم النفس أداة أساسية للوصول إلى الجمهور وبناء علاقات عاطفية عميقة تدوم طويلاً. لقد أصبحت السرد القصصي المدعوم بالعلم النفسي أداة قوية للاتصال الشخصي، حيث تمكّن العلامات التجارية من التفاعل مع جمهورها على مستوى أعمق. مع تزايد المنافسة في السوق، أصبحت الذكاء العاطفي و التجارب الشخصية من العناصر الأساسية في صياغة القصص التي تتردد صداها مع الجمهور. في هذه المقالة، سنتناول التحولات الكبيرة في مشهد العلامات التجارية وكيف تستخدم الشركات هذه الرؤى النفسية لبناء علاقات قوية ومستدامة مع جمهورها. فهم علم نفس الألوان: الألوان ليست مجرد عناصر بصرية في العلامة التجاري بل هي محركات نفسية تؤثر في الطريقة التي يرى بها المستهلكون العلامة التجارية ويتفاعلون معها. علم نفس الألوان له دور حاسم في تشكيل السرد القصصي للعلامات التجارية من خلال خلق الأجواء العاطفية المناسبة التي تتماشى مع الرسالة الأساسية للعلامة التجارية. الألوان لها القدرة على إثارة مشاعر معينة، مما يجعلها أداة أساسية في هوية العلامة التجارية. في هذا القسم، نستعرض تأثير علم نفس الألوان، بدءًا من التأثير المهدئ للأزرق وصولاً إلى الطاقة المرتبطة بالأحمر. يمكن أن يحدث اختيار اللون فرقًا كبيرًا في طريقة تفاعل المستهلكين مع العلامة التجارية، حيث يتحدث مباشرة إلى اللاوعي لديهم. على مر الوقت، تعلمت العلامات التجارية استخدام الألوان ليس فقط كعناصر بصرية ولكن كعلامات عاطفية توجه سلوك وإدراك المستهلكين. يمكن للألوان أن تعبر عن الثقة، الإثارة، الهدوء، وحتى الإلحاح حسب اللون المستخدم. لذا، من الضروري فهم علم نفس اختيار الألوان لإنشاء هوية عاطفية و مؤثرة للعلامة التجارية. تقنيات السرد القصصي للاتصال العاطفي: في جوهر العلامات التجارية الحديثة، يوجد السرد القصصي. في وقت تتعرض فيه الجماهير للعديد من الرسائل التسويقية، أصبح من الضروري للعلامات التجارية أن تقدم أكثر من مجرد منتجات أو خدمات. يجب أن تكون هناك قصص حقيقية تتصل عاطفيًا بالجمهور. لقد تطور السرد القصصي للعلامات التجارية من مجرد أداة تسويقية إلى استراتيجية تتجاوز المظهر الخارجي أو ميزات المنتج. اليوم، لم يعد الأمر مقتصرًا على الترويج للعلامة التجارية؛ بل أصبح السرد هو وسيلة للتواصل مع المستهلك على مستوى عاطفي. سواء كانت قصة العلامة التجارية نفسها، أو قصة مؤسسيها، أو السرد وراء المنتج، أصبح السرد القصصي عنصرًا حاسمًا في بناء علاقات عاطفية عميقة. العلامات التجارية التي تتقن فن السرد القصصي تتفاعل مع جمهورها على مستوى أعمق، مما يحول المستهلكين إلى دعاة مخلصين للعلامة التجارية. مع تزايد رغبة المستهلكين في ارتباط العلامات التجارية بقيمهم الشخصية، أصبح السرد القصصي عنصرًا أساسيًا في بناء الولاء للعلامة التجارية. التجارب الشخصية كمحدد للعلامة التجارية: في عصر التخصيص المفرط، انتقلت العلامات التجارية من التخصيص البسيط الذي يعتمد على الاسم إلى تقديم تجارب شخصية تتعدى التكتيك التقليدي للتسويق. اليوم، أصبح التخصيص جزءًا أساسيًا في بناء علاقات شخصية مع العملاء من خلال رحلات مخصصة تعكس تفضيلات وسلوكيات واحتياجات كل مستهلك. باستخدام تحليلات البيانات المتقدمة وتقنيات التسويق الموجهة، أصبح بإمكان العلامات التجارية تقديم تجارب مناسبة للغاية و شخصية لكل عميل. هذا النوع من التخصيص يعزز الولاء للعلامة التجارية بشكل أعمق، حيث يتجاوز مجرد تقديم التوصيات، بل يمتد إلى التواصل الفردي والعروض المخصصة وحتى الواجهات التفاعلية. باستخدام الرؤى المستندة إلى البيانات، يمكن للعلامات التجارية أن تعزز التجربة العاطفية للعملاء، مما يخلق روابط أقوى تستمر لسنوات. الاستدامة كقيمة أخلاقية وعاطفية: في السنوات الأخيرة، أصبحت الاستدامة جزءًا أساسيًا من هوية العلامة التجارية. مع تزايد وعي المستهلكين بتأثيرهم البيئي، يبحث الكثير منهم عن العلامات التجارية التي تتماشى مع قيمهم. لم تعد الاستدامة مجرد كلمة رنانة؛ بل أصبحت قيمة أخلاقية أساسية. العلامات التجارية التي تتبنى الاستدامة في سردها القصصي لا تروج فقط للممارسات الصديقة للبيئة؛ بل تخلق ارتباطًا عاطفيًا مع المستهلكين الذين يشعرون بشغف تجاه التأثير الإيجابي على كوكب الأرض. الاستدامة أصبحت دافعًا أساسيًا في اتخاذ قرارات الشراء، حيث يفضل العديد من المستهلكين العلامات التجارية التي تلتزم بالمسؤولية الاجتماعية والبيئية.