الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) في العلامات التجارية

لبنان

مقالة: الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) في العلامات التجارية

| بيروت, لبنان — Jun 09, 2023

الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) في العلامات التجارية

لطالما كان بناء العلامة التجارية يتمحور حول خلق تجارب لا تُنسى وبناء روابط عاطفية قوية مع الجمهور. ومع صعود تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR)، أصبح لدى الشركات أدوات تتجاوز الوسائل التقليدية. تمنح هذه التقنيات العلامات التجارية القدرة على توفير تجارب غامرة، مما يسمح للعملاء بالتفاعل مع المنتجات والخدمات بطرق مبتكرة. يعتمد الواقع الافتراضي على إدخال المستخدمين في بيئة رقمية كاملة، بينما يضيف الواقع المعزز عناصر رقمية إلى العالم الحقيقي. يفتح كلاهما آفاقًا جديدة للسرد التفاعلي وتخصيص التجارب. بالنسبة للعلامات التجارية، يعني ذلك القدرة على إيصال القيم، عرض المنتجات، وتحسين رحلة العميل بمستوى غير مسبوق من التفاعل. إحدى المزايا الرئيسية للواقع الافتراضي في بناء العلامة التجارية هي القدرة على نقل المستهلكين إلى بيئة جديدة تمامًا. على سبيل المثال، يمكن لشركة عقارية إنشاء جولة افتراضية للعقارات، مما يسمح للمشترين المحتملين باستكشاف المنازل دون الحاجة إلى التنقل. وبالمثل، يمكن لعلامة تجارية للسفر إدخال العملاء في نسخة افتراضية من الوجهة، مما يثير الحماس ويلهم الحجوزات. من خلال استخدام الواقع الافتراضي، تستطيع العلامات التجارية خلق اتصال عاطفي عبر تجارب لا تقتصر على الإيضاح بل تبقى عالقة في الذاكرة. أما الواقع المعزز، فيركز على تعزيز البيئة الواقعية. اعتمدت علامات تجارية في مجالات الموضة والجمال تقنيات AR لتمكين العملاء من تجربة الملابس أو مستحضرات التجميل افتراضيًا عبر تطبيقات الهواتف الذكية. هذه التجربة التفاعلية تقلل من التردد في قرارات الشراء وتعزز ثقة المستهلك. كما تستفيد شركات الأثاث من الواقع المعزز عبر إظهار كيف سيبدو المنتج في منازل العملاء قبل شرائه. هذه التطبيقات تعزز الثقة وتزيد معدلات التحويل. يمثل السرد القصصي مجالًا آخر تتفوق فيه تقنيات VR وAR. بينما يعتمد بناء العلامة التقليدي على الصور والروايات، تنقل التقنيات الغامرة السرد إلى مستوى جديد. مع الواقع الافتراضي، يمكن للعملاء خوض تجربة قصة العلامة وكأنهم جزء منها. على سبيل المثال، تستطيع منظمة بيئية إنشاء محاكاة افتراضية تُظهر تأثير تغير المناخ، مما يجعل الرسالة أكثر قوة وإثارة للمشاعر. أما الواقع المعزز، فيمكنه إضافة طبقات تفاعلية على تغليف المنتجات، مثل إظهار قصص أو تعليمات عند المسح بالكاميرا، مما يخلق تجربة علامة غنية. حتى الفعاليات وإطلاق المنتجات تأثرت بهذه التقنيات. يمكن للعلامات التجارية استخدام VR لتنظيم فعاليات افتراضية يشارك فيها الحضور من مختلف أنحاء العالم ويتفاعلون مع بيئات رقمية. أما AR فيمكنه تعزيز الفعاليات الحية عبر شاشات تفاعلية أو تجارب ألعاب. هذه الطرق تجعل الفعاليات أكثر جاذبية وتوسع نطاقها لتشمل جماهير لا تستطيع الحضور شخصيًا، مما يزيد من انتشار العلامة. التخصيص يمثل قوة أخرى للواقعين الافتراضي والمعزز. يمكن لهذه التقنيات أن توفر تجارب مصممة خصيصًا بناءً على اهتمامات المستخدمين وسلوكهم. على سبيل المثال، يمكن لشركة سيارات تقديم تجربة قيادة افتراضية تتكيف مع أولويات العميل سواء كانت الأداء، الراحة، أو التكنولوجيا. وبالمثل، يمكن لتطبيقات AR اقتراح منتجات بناءً على تفاعلات سابقة للمستخدم. هذا المستوى من التخصيص يعزز الولاء ويجعل العلامة تبدو أكثر تركيزًا على العملاء. من الناحية التسويقية، تتميز حملات VR وAR بسهولة انتشارها. فالخبرات الفريدة والجذابة تميل لأن يتم الحديث عنها ومشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يضاعف من ظهور العلامة. وعندما يختبر العملاء تجارب مبتكرة، فإنهم يميلون لربط العلامة بالإبداع والريادة، مما يعزز مكانتها في الأسواق التنافسية. كما أن الرؤى المستخلصة من استخدام VR وAR توفر قيمة كبيرة لاستراتيجيات العلامة التجارية. إذ يمكن لتحليل كيفية تفاعل المستخدمين مع البيئات الافتراضية أو التطبيقات المعززة أن يقدم بيانات مهمة عن تفضيلات المستهلكين وسلوكهم. يمكن للشركات الاستفادة من هذه البيانات لتحسين عروضها، تطوير رحلات العملاء، وتصميم حملات مستقبلية أكثر تأثيرًا. ومع كل هذه الفرص، فإن دمج تقنيات VR وAR يتطلب استراتيجية مدروسة. يجب على العلامات التجارية ضمان أن تكون هذه التقنيات وسيلة تعزز الرسالة الجوهرية بدلاً من أن تشتتها. الهدف ليس مجرد تبني أدوات جديدة، بل استخدامها بما يتماشى مع هوية العلامة واحتياجات العملاء.