علم نفس اللون في العلامات التجارية

الكويت

مقالة: علم نفس اللون في العلامات التجارية

| May 07, 2025

علم نفس اللون في العلامات التجارية

عندما يرى الناس لونًا معينًا، تثير أدمغتهم مشاعر وتصورات تلقائية. قد لا نكون دائمًا مدركين لهذه التفاعلات، لكنها تؤثر على تقييمنا للعلامة التجارية، وقدرتنا على تذكرها وثقتنا بها. لهذا السبب، تستثمر الشركات الكبرى وقتًا وموارد في دراسة الألوان قبل اعتماد هوية بصرية نهائية. لكل لون دلالة معينة. الأحمر يدل على الحماس والطاقة، ويجذب الانتباه ويشجع على اتخاذ قرار سريع، لذلك يُستخدم كثيرًا في عروض التخفيضات والمطاعم السريعة. الأزرق يعكس الثقة والهدوء، ويستخدم بكثرة من قبل البنوك وشركات التكنولوجيا. الأصفر يرمز إلى السعادة والنشاط، والأخضر يدل على الطبيعة والصحة والاستدامة. البنفسجي يعكس الإبداع والترف، أما الأسود فيدل على الفخامة والرقي. لكن الثقافة والسياق والتفضيلات الفردية تلعب دورًا كبيرًا في تفسير الألوان. على سبيل المثال، اللون الأبيض يرمز إلى النقاء في الثقافات الغربية، لكنه قد يدل على الحزن أو الحداد في ثقافات أخرى. لذلك، يجب على العلامات التجارية دراسة خلفية جمهورها وثقافته عند اختيار الألوان. الثبات البصري ضروري في تعزيز الهوية. بمجرد اعتماد لوحة ألوان معينة، يجب تطبيقها بشكل موحد في كل نقاط التواصل، مثل الشعار، الموقع الإلكتروني، وسائل التواصل، التغليف والإعلانات. التكرار يساعد على ترسيخ الذاكرة البصرية، ما يجعل العملاء يربطون تلك الألوان بعلامة تجارية معينة بشكل تلقائي بمرور الوقت. خذ مثلًا شركة كوكاكولا، من الصعب تخيلها بدون اللون الأحمر المميز، الذي يرمز إلى الطاقة والشباب والمرح. أو تيفاني، التي تميزها لونها الأزرق الفيروزي الذي يعبر فورًا عن الفخامة والتميز. الألوان أيضًا تؤثر على تجربة المستخدم. لون أزرار المواقع يحدد مكان النقر، والألوان الخلفية تؤثر على وضوح النص والمزاج العام. استخدام ألوان غير مناسبة قد يربك الزائر أو ينفره، بينما الألوان المدروسة تعزز الثقة والتفاعل. الشركات الصغيرة غالبًا ما تهمل علم نفس الألوان، رغم أنه من أبسط الأدوات وأكثرها فعالية في التسويق. اختيار الألوان بشكل مدروس يمكن أن يزيد من الوعي بالعلامة التجارية، ويحسن فعالية الحملات، ويخلق روابط عاطفية مع العملاء. من المهم اختبار الألوان مع جمهور حقيقي. قد يبدو اللون مناسبًا من وجهة نظر فريق التصميم، لكنه لا يلقى نفس القبول عند الجمهور. يمكن استخدام الاختبارات، الاستبيانات أو المقابلات لفهم الألوان التي تلقى صدى أفضل. كذلك، يجب أن تتماشى الألوان مع شخصية العلامة التجارية. شركة موجهة للشباب قد تستخدم ألوانًا زاهية مثل البرتقالي أو الأخضر اللامع. أما علامة تجارية فاخرة، فقد تفضل الأسود أو الذهبي أو البنفسجي الداكن لتعبر عن الحصرية والرقي. في النهاية، اللون هو سفير صامت لعلامتك التجارية. يلفت الانتباه، يثير المشاعر، ويحدد كيفية رؤية الناس لك. فهم علم نفس الألوان وتطبيقه بذكاء يمكن أن يصنع فارقًا كبيرًا في بناء علامة تجارية قوية ومؤثرة لا تُنسى.